مدونة منقدر علي بوشناق

برنامج منقدر قصص نجاح مشاهيروفنانين ولاعبي كرة قدم

اعلان

أحدث المشاركات

إعلان أعلى المشاركات

الجمعة، 17 يونيو 2022

الصغيرة والقمر الحزين

الصغيرة والقمر الحزين

الصغيرة والقمر الحزين


كانت هناك فتاة صغيرة جدًا كل ليلة تذهب فيها 
إلى النوم، 

كانت تنظر إلى القمر أولًا ثم تبتسم له، 

تحكي له عن يومها وكيف مر، 

وبعد ذلك تبتسم من جديد، 

وتقول له إذا كبرت أعدك أنك ستبقى صديقي 

الوحيد، 

ومرت الأيام وكبرت الفتاة الصغيرة، 

وكان القمر قد اعتاد على أن يظهر لها وحدها كل 

ليلة حتى في الأيام غير القمرية، 

وينتظرها لتحكي له عن يومها وتضاحكه،

 لكن الفتاة الصغيرة جاء عليها يوم وكبرت مثلما 

يكبر الجميع، 

وذهبت إلى الجامعة،

 وأصبح لها أصدقاء وصديقات،

 وأصبح لها علاقات كثيرة في المجتمع،
 
لطالما كانت فتاة رقيقة للغاية،

 وحينما كبرت أصبحت أكثر رقة من ذي قبل،
 
وأصبح جميع من حولها يحبونها، 

كانت الفتاة تطمح كثيرًا أن يحبها الجميع،

 ولم تكن تغضب قط من ذلك الحب؛ 

لأنها حُرمت من والدتها وهي صغيرة، 

وكانت تتمنى أن تشعر بحب الأمومة أو تختبر 

مدى عاطفتها، 

لكنها عوضت ذلك بعلاقتها الكثيرة،

 المؤسف في الأمر أن الفتاة تاقت لحب الجميع، 

وعلّقت الكل بحبها حتى القمر المسكين،

 ونسيت أن لها قلبًا يطلب الحب هو الآخر،

 وإلا سيأتي عليه يوم ويجف ولن يعطي أحد أي 

عاطفة،

 وهو ما يخرجها عن طبيعة البشر وفطرتهم، 

فالمعروف أن الله ميز البشر عن الحيوانات 

بالعاطفة والعقل. 

 تمر الأيام، والقمر الحزين ينتظر الفتاة، لكنها 

كعادتها تخيب آماله فيها،

 وعلى مر الزمان لم يعد القمر يظهر ولا يبدو ولا 

ينتظر حتى أمام نافذة الفتاة، 

ربما لأنه فقد ثقته بها،

 ففاقد الثقة كفاقد نفسه، 

حتى جاءت الفتاة ذات يوم، وهي مهمومة 

وحزينة للغاية، 

وقفت أمام نافذتها وأخذت تدعو القمر الحزين، 

وتنادي عليها لأنه الوحيد الذي يسمع آلامها ولا 
يعنفها بل يطيب خاطرها،

 وهنا جاء القمر ووقف قبالة نافذتها،

 لكن المفاجئ في الأمر أنه لم يكن حزينًا على 

غير عادته، 

بل أصبح بشوشًا جدًا، 

أما الفتاة فكان لا يرثى لحالها،

 وقالت بهدوء: أين أنت أيها القمر؟ أين كنت؟

 لقد بحثت عنك كثيرًا كما أنني حزينة... حزينة جدًا. 

 ضحك القمر وقال: وما ذنبي؟ ماذا تودين مني 
أن أفعل لكِ،
 أليس لديكِ أصدقاء يحبونك 

وتنصحينهم اذهبي إليهم ليساعدوكِ. 

 جلست أمام النافذة وهي تعنفه: ماذا بك أيها 

القمر هل تخليت عني؟ 

 قالتها والدموع على خديها؛ فقال: ماذا بكِ أنتِ 

أيتها الصديقة هل تريدين أن تأتي متى ما أردتِ 

وتذهبي متى ما شئت، 

بالطبع أصبح لي أصدقاء آخرون غيركِ.

 بكت الفتاة من جديد، وقالت: تبًا... لم أكن أعرف 

أن غيابي قليلًا سيجعلك هكذا ويغيرك كذلك،

 ماذا حدث لكَ يا قمري. 

 أجاب القمر بكل صدق: حدث لي ما حدث لكِ 
أصبح لي عالمي الخاص ولم أعد أعيش لأجل 
الآخرين وحسب. 

 واختفى القمر ولم يعد يزور الفتاة بعد ذلك، 

وأصبحت فتاة وحيدة حتى أصدقاءها لم يعودوا بجوارها. 
 زينب محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلآ وسهلا بك في موقع ومدونة منقدر
سيتم الرد في أسرع وقت .. أرجو الانتظار...

اعلان

Post Top Ad

روابط الصفحات الاخرى

المشاركات الشائعة

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *